بسم الله الرحمن الرحيم
سنتكلم اليوم عن محافظة اسوان منبع الحضارات
سنتكلم اليوم عن محافظة اسوان منبع الحضارات
مقدمة عن مدينة أسوان :
تلك المدينة الهادئة في أقصى جنوب بلدنا الحبيب مصر، هي عاصمة محافظة أسوان، وإحدى أهم مدن النوبة المصرية صاحبة الحضارة العريقة، والتي لعبت دائما دور البوابة الجنوبية لمصر.
تعد واحدة من أهم المدن السياحية والأثرية في مصر، عُرفت كإحدى أهم المدن للزيارة في فصل الشتاء، فاكتسبت شهرتها كمشتى ليس علي مستوى السياحية الداخلية فحسب، لكن أيضا اكتسبت أهمية كبرى على مستوى السياحة العالمية نظرا لما تتمتع به من شمس دافئة وهدوء ساحر، فضلا عن اتساع صفحة النيل في رحابها.
- موقعها
وتقع مدينة أسوان بالضفة الشرقية لنهر النيل العظيم أقصى جنوب مصر عند الشلال الأول.
جغرافية أسوان والتركيبة السكانية لها:
التركيبة السكانية لاسوان :
تتميز أسوان بتركيبة سكانية تتمايز لثلاث أنواع:
1- النوبيون، وويشكلون ثلث السكان وهم السكان الأصليين للمدينة، ويتحدثون اللغة النوبية إلى جانب اللغة العربية، وينقسمون لقبيلتي الفديجات والكنوز.
2- قبائل عربية دخلت مصر واستوطنت محافظة أسوان مع الفتح الإسلامي لمصر، مثل قبيلة الجعافرة وبني هلال والبشارية وغيرهم ويتحدثون اللغة العربية.
3- باقي السكان من عموم المصريين الذين إنتقلوا إلي أسوان بالهجرة الداخلية.
مناخ اسوان :
تقع أسوان في أقصى جنوب مصر ، يمر بها مدار السرطان، وتتميز بصيف شديد الحرارة، وشتاء دافئ جاف غالبا نظرا لندرة الأمطار في تلك المدينة، الأمر الذي منحها شهرتها الكبيرة كمشتى عالمي.
تاريخ مدينة أسوان :
عرفت بالفرعونية باسم “سونو” بمعني السوق نظراً لانها كانت مركزا للتجارة ومركز التقاء القوافل، ثم عرفت في اللغة القبطية باسم سوان والتي حرفها العرب عند دخولهم مصر لتصبح أسوان.
عرفت تاريخيا بأنها البوابة الجنوبية لمصر، وقد شهدت إزدهار الحضارة النوبية والحضارة الفرعونية، وقد بُني فيها العديد من المعابد التي تحولت الكثير منها في العصر المسيحي إلى كنائس، مما ساعد على انتشار المسيحية بالجنوب.
أهم المعالم الأثرية والسياحية:
تعد أسوان كنز الحضارات نظرا للتنوع الأثري فيها للحضارات المختلفة، النوبيةوالفرعونية والرومانية والعربية، ومن أهم تلك المعالم :
1- معابد فيلة
بناها الرومان للمعبودة إيزيس للتقرب إلي المصريين، وقد تم نقل هذه المعابد إلى جزيرة إجيلكا بمساعدة هيئة اليونيسكو بعد غرق المعابد أثناء بناء السد العالي، وهي معابد كبيرة تتميز بأعمدتها المميزة التي تجمع بين شكل العمارة الرومانية والفرعونية مما يعطي المعابد نسقا خاصا يمثل التزاوج بين الحضارتين فيما عرف بالحضارة الهلينستية.
تتميز الجزيرة بموقعها المتميز وسط مياه النيل مما يكسبها وما تحويه من آثار سحرا خاصا، ويتمثل كثيرا من هذا السحر في حفلات الصوت والضوء التي تقام في المعابد ليلا لتشرح للسياح فصلا من فصول الحضارة المصرية وأسراراها التي لا تنتهي.
2-جزيرة إلفنتين
وتضم العديد من الآثار الفرعونية والرومانية، وكانت بمثابة الحصن الجنوبي، ومن هنا اكتسبت أهميتها، وتضم العديد من الآثار منها معبد الإله خنوم والذي كان بمثابة معبود الجزيرة، كذلك تضم مقبرة الكبش المقدس، ومقياس النيل الذي يرجع تاريخه إلى عضر الرومان بمصر.
3- المسلة الناقصة
وهي مسلة ضخمة عُثر عليها منحوتة في الصخورالجرانيتية لكن يبدو أن أجدادنا الفراعنة قد اكتشفوا شرخا في جسم المسلة بعد البدء في نحتها وقبل فصلها تماما عن الصخر فتركوها كما هي.
تكمن أهمية هذه المسلة غير المكتملة في كونها تعطي تصورا عن كيفية وخطوات إنشاء المسلات عند الفراعنة.
4- مقابر النبلاء
تقع بالضفة الغربية لنهر النيل أو ” غرب أسوان” كما يُطلق على المنطقة المحيطة بها، وهي مقابر منحوتة بالصخور في جبال غرب أسوان لأمراء من العصور القديمة، وقد نُحت على كل مقبرة اسم الحاكم أو الأمير والأعمال التي قام بها لصالح وطنه.
5- المتحف النوبي
ويحتوي علي بعض ما تم إنقاذه من كنوز الحضارة النوبية العريقة والتي غرق الكثير منها للأسف تحت مياه بحيرة ناصر أثناء بناء السد.
وتكمن أهمية المتحف في كونه بعطي تصورا عن شكل الحياة النوبية ومورثها الثقافية والحضاري رغم قلة المعروض مقارنة بما خلفته تلك الحضارة الزاهرة.
6- جزيرة غرب سهيل
تتميز هذه الجزيرة التي تحيطها مياه النهر الخالد من كل مكان، بأنها تعكس شكل الحياة النوبية الهادئة بموقعها المتميز، وسكانها النوبيون وبيوتها النوبية البيضاء المُزينة بالأشكال الهندسية والألوان الزاهية المميزة للعمارة النوبية.
يتكلم أهلها اللغتين العربية والنوبية، إلى جانب إتقان الكثير منهم للغات أخرى كالإنجليزية نظرا لعمل معظم أهلها بالسياحة حيث يخصص معظم أهل الجزيرة جزءا من بيوتهم كمقاهٍ ومطاعم والتي تقدم الأكل النوبي المميز، فضلا عن شهرتهم في تربية التماسيح التي يشتهر بها نيل ما بعد السد.
7-جزيرة النباتات
أحد أهم مزارات أسوان، تعد من أهم وأقدم الحدائق في العالم تقع على إحدى الجزر وتحتل الجزيرة بالكامل بأشجارها المتميزة والنادرة على مساحة 17 فدان، تحتوي الجزيرة على أشجار نادرة من مناطق مناخية مختلفة، ويتم تهيئة الظروف المناخية من خلال الصوب البلاستيكية المنتشرة بالجزيرة.
تحتوي الجزيرة علي نباتات عطرية وأشجار إستوائية ونباتات زينة ومجموعة من نباتات النخيل وغيرها، كما تحتوي الجزيرة على متحف الأحياء النباتية والمائية كل ذلك جعلها مقصدا وجهة لكل الباحثين و المهتمين بعالم النباتات وعلم البيولوجي.
وقد مرت الجزيرة بعصور مختلفة حيث سكنها النوبيون أول الأمر، وفي عهد الإحتلال الإنجليزي لمصر، اتخذها الإنجليز معسكرا لهم، ثم خرجوا منها لتصبح بعد ذلك موضع إهتمام ورعاية الملك فؤاد الذي اهتم بها وخصص لها متخصصين يقومون على النهوض بها لتضاهي حديقة الفرساى بفرنسا ولتصبح إحدى أجمل وأندر حدائق العالم أجمع، وقد أطلق عليها حديقة الملك، وقد ظلت تحمل هذا الإسم حتي قيام حركة الضباط عام 1952 فتغير اسمها لحديقة النباتات.
وقد شهدت هذه الجزيرة زيارة الكثير من الشخصيات العظيمة، مثل نهرو رئيس وزراء الهند والملكة إليزابيث ملكة بريطانيا، وتيتو رئيس يوغسلافيا.
8- السد العالي ورمز الصداقة
أحد أهم المزارات السياحية في أسوان والتي يحرص الزائرين عليها خلال جولتهم بالمدينة، ويتمثل هذا المزار في جسم السد العالي، والذي تم بناؤه في عهد الرئيس الرحل جمال عبد الناصر، ويعتبررمز الصداقة رمز للتعاون والصداقة بين مصر وروسيا التي شاركت مصر في بناء السد العالي.
وهذا الرمز عبارة عن برج أعلى من برج القاهرة، نفذه أحد المهندسين الروس من الأسمنت على شكل زهرة اللوتس المقدسة عند المصريين القدماء، وبالصعود إلى البرج يمكن للسائح مشاهدة جسم السد بوضوح وكذلك مشاهدة بعض المعالم المحيطة.
خاتمة عن مدينة اسوان :
فضلا عما تقدم فإن نيل أسوان بجزره المتميزة وصخوره الجرانيتية المتناثرة وزرقة مياهه الصافية جعل من المدينة لوحة خلابة لا يملك المرء حيالها سوى التفكر في تلك الجنة التى حباها الله طبيعة ساحرة ومناخ متميز يجعلها تنافس بلا مبالغة مشاتي العالم وتأتي المركب الشراعية بأجنحتها البيضاء بلون قلوب أهلها ذوي البشرة السمراء، لتضفي علي النيل أو حابي كما أطلق عليه الأجداد سحرا فوق مالها من سحر.
والان بعض صور من محافظة اسوان بلدي
إرسال تعليق